أين تكمن السعادة…؟؟؟
سبحان الله العظيم الذي قسم أرزاق العباد في هذه الدنيا…
يظن البعض أن السعادة في وفرة المال …والبعض الآخر يظن أن السعادة في كثرة الأولاد ..
والبعض يظن السعادة في المال والأولاد والزوجات …واختلفوا كثيرا في تحديد مفهوم السعادة
ومقوماتها وكيفية الوصول إليها وفي سورة الفجر حين يقول الله تبارك وتعالى
( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)
كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)
وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)
سبحان الله في هذه الأيات تبين أن الله عز وجل
يبتلي الإنسان بالمال
فيظن ذلك الإنسان
أن الله أكرمه ،والله سبحانه يعطي هذه الدنيا لمن
يحب ولمن لا يحب ولو كانت الدنيا تساوي
عند الله جناح بعوضه ما سقا منها كافر شربة ماء.
أما التقوى والإيمان فلا يعطيهما
إلا لمن يحب.. وحينما يحرم الإنسان
من المال يظن أن في ذلك إهانة له
فيقول الله تعالى إجابة لهؤلاء جميعا
(كلا) أي ليس العطاء علامة إكرام وليس المنع
علامة حرمان ثم بين أن النفس البشرية مجبولة على
البخل وحب المال فإذا وصلت اليه لم تؤدي حقوقه
إلا من رحم الله لذلك جعل الله الناس أقسام الغني
والفقير ثم جعل بعضهم لبعض فتنة ويخرج من بينهم
أصناف أخرى من البشر فيظهر الحسود والمنان والحقود
والراضي بقضاء الله وقدره والصابر ثم يجازي كل واحد
على قدر عمله وعلى قدر قناعته ورضاه بما قسمه الله
له في هذه الدنيا فالمفروض أن يقارن الإنسان نفسه
بمن هم دونه في المعيشة ليعرف قدر نعمة الله عليه
فيشكره عليها
ولكن لو قارن نفسه بأرباب الأموال والقصور
سيرى أنه لم يؤت شيئ وبالتالي سيزدري نعمة الله عليه
ويقول لماذا غيري أفضل مني ؟؟؟وحينها سيكون وقع
في المحضور وكأنه اعترض على قضاء الله وقدره فلينظر
كل واحد منا إلى ما أنعم الله عليه من النعم في بدنه
وفي جسمه ووالله لو تفكر فيها لوجد أنه غارق في نعم
يحسده عليها كثير ممن حرموا منها …
فاللهم لك الحمد
كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وسعة رحمتك
ولك الحمد ملئ السموات وملئ الارض وملئ ما بينهما
وملئ ما شئت من شيئ بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق