16 يونيو، 2012

كيف تزرع ثمرة المانجو؟؟

كيف تزرع ثمرة المانجو؟؟



( ما من مسلم غرس غرسا ، فأكل منه إنسان أو دابة ، إلا كان له صدقة )1*
( دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، على أم معبد ، حائطا . فقال ( يا أم معبد ! من غرس هذا النخل ؟ أمسلم أم كافر ؟ ) فقالت : بل مسلم . قال ( فلا يغرس المسلم غرسا ، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير ، إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة ) 2*

في هذا الحديث الشريف بيان لأهمية نوع من أنواع العمل، وهو استنبات الأرض
وزراعتها وفي القرآن الكريم توجيه لعبرة من أسمى العبر ودلالة من أهم الدلالات
على قدرة الخالق الوهاب الذي يحيي الأرض ويرشد من عليها أن يعالجوها
بأيديهم ليستخرجوا عطاءها الذي يسوقه الله لهم رزقا كريما

قال تعالى: “وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا
مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ
وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا
عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ
كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا
يَعْلَمُونَ
”.
إن ثواب ذلك لموصول، ما دام الزرع مأكولا منه، حتى ولو انتقل إلى ملك غيره

ولو مات الغارس أو الزارع. لقد أخذ صاحب هذا العمل تلك المنزلة
من الأجر والمثوبة، لأنه بهذا شارك في عمارة الحياة، فلم يعش لنفسه فقط، وإنما عمل
لمصلحة مجتمعه، وقدم لنماء الخير مستطاعه، وسواء حصل من زرعه على شيء أو لم يحصل،
وسواء عاش ليأكل منه أم لا.
روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه
أن رجلا مر به وهو يغرس غرسا بدمشق، فقال له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى
الله عليه وسلم؟ قال: لا تعجل عليّ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” من
غرس غرسا لم يأكل منه آدمي ولا خلق من خلق الله إلا كان له به صدقة ”. وفي رواية
أخرى قال: “أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهذه لا تطعم إلا في كذا وكذا عاما؟ فقال: ما
علي أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري”؟
ولله در القائل: “غرس من قبلنا فأكلنا ونغرس ليأكل من بعدنا”.
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ليرتفع بمستوى العمل حتى يجعل منه عملا خالصا من أعمال
البر، بحيث يصبح غاية ذاته، لا وسيلة من وسائل الكسب والمعاش فحسب. يقول صلى الله
عليه وسلم: “ إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة
فليغرسها
” و”الفسيلة”: هي ما يقطع من صغار النخلة أو يجتث من الأرض.
ولكن هل يختص الثواب بمن يباشر الغرس أو الزرع بيده؟ إن النية هي
أساس الثواب والعقاب: “إنما الأعمال بالنيات” فلا يختص بحصول الثواب أن يباشر
الإنسان العمل بيده بل يتناول من استأجر لمثل هذا العمل أحدا. أما إذا كانت نية
الغرس أو الزرع لمتعاطي الزرع أو الغرس ولو كان ملكه لغيره حصل الثواب للغارس أو
الزارع. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أضافه إلى أم مبشر ثم سألها عمن غرسه. روى
مسلم بسنده عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل
لها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: من غرس هذا النخيل أمسلم أم كافر؟ فقالت:
بل مسلم فقال: “ لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت به صدقة”.

ليست هناك تعليقات:

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني :  #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني في برنامج بحر الحمد والامتنان سوف نحاول أن نعيش...