26 نوفمبر، 2012

العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة
 
العنف ضد المرأة
: الأسباب والوقاية
 
 
 
يعتبر العنف سلوكاً يصدر عن طرف بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر في إطار علاقة
قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسي ،

ويشمل السب والشتم والضرب والقتل والاعتداء، وهناك
من يعتقد أن العنف هو لغة التخاطب الأخيرة

 الممكنة استعمالها مع الآخرين حين يحس المرء بالعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار
العادي، ولكنه يأتي –للأسف- مع المرأة كلغة أولى للتخاطب معها كما يستخدمه البعض
وكأن الآخر لا يملك لغة أخرى لاستعمالها، ليجعل من هذا العنف كابوس يخيم على
وجودها، ليشل حركتها وطاقاتها.
 
 

 إن إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعوة الحكومات والمنظمات الدولية
والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في ذلك اليوم تهدف إلى زيادة الوعي العام
لتلك المشكلة، هو دليل واضح أن العنف ضد المرأة هو ظاهرة منتشرة في مختلف أنحاء
العالم وليس قسراً على مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
 
 
 
لقد أعطى الإسلام
للمرأة حقوقها الزوجية، وهي حقوق خاصة بالمرأة رُفعت بها مكانتها، وأعلي بها قدرها،
فالإسلام لم يجبرها على اختيار شريك حياتها، وجعل حق نفقتها واجب على زوجها، ومنها
وفرض المهر عند الزواج، بينما لا تلزم الزوجة بالنفقة، وإن كانت غنية، وأعطاها
الإسلام أهلية التملك والتصرف في مالها، وفرض لها مع ذلك إرثاً في مال المتوفى،
وأعطاها الحق في مطالبة من هضمها حقها ولو كان بالوقوف أمام القضاء، وفي الوقت ذاته
فرض عليها مسؤوليات تناسب حالها ووضعها، وكلفها بأعظم مسؤولية وهي مسؤولية تربية
الأطفال، وحماها عن طريق الفرائض الشرعية وأهمها فريضة الحجاب، وحمايتها من
الامتهان والابتذال، وجعل الحجاب حصناً لها من الوقوع في الرذيلة.
 
 
 
 
لا يتوقف العنف ضد المرأة على الإيذاء الجسدي أو الجنسي، فهناك الإيذاء
النفسي الذي يشمل عدم الاهتمام بحاجاتها النفسية والاجتماعية وميولها واتجاهاتها،
وعدم أخذ رأيها في الكثير من الأمور التي تخص الحياة الزوجية، وإهمالها وتهميشها
وعدم التعامل معها كشريكة حياة، ولكن كوسيلة تلبية للاحتياجات الفطرية
والبيتية.
 
 
إن من الحق المرأة الشعور بكيانها، وبدورها الفاعل في الحياة
الزوجية، ومشاركتها لزوجها في الرأي التدبير الحياة المعيشية اليومية والتخطيط
لمستقبل الأسرة والأطفال، وبما أنها شريكة الحياة فهي شريكة في الهموم والمشاعر وفي
المشكلات التي تعصف بالحياة الزوجية ليكون لها دور في اقتراح الحلول، وإن من أهم
الأمور التي تعبر عن إعطاء المرأة حقوقها هو طريقة التعامل الزوجي الذي يستند على
مبدأ الحوار والتواصل وتبادل الآراء، وليس مبدأ القسر والإكراه، والتصلب في الرأي،
وإن القرارات التي تصدر عن الرجل بعد مشورة، لا شك بأنها أفضل من القرارات
المتفردة، وقابليتها للتطبيق تكون عن قناعة.

 
أسباب العنف ضد المرأة ، ووسائل حمايتها :
هناك أسباب وعوامل
عديدة تساهم في ممارسة العنف ضد المرأة، وذلك حين تكون المرأة نفسها عنصراً مساعداً
في بعض الأحيان على ذلك، وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت عليه
كرد فعل لذلك، مما يجعل الآخر يأخذ في التمادي والتجرؤ أكثر فأكثر، إضافة إلى جهل
المرأة وعدم معرفتها كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه، وما تتمتع من حقوق
وواجبات تعتبر كعامل أساسي للعنف.
وهناك أيضاً أسباب تربوية أساسها طريقة
التربية الأسرية وتعامل الوالدين مع الزوج سابقاً، مما جعله يستخدم نفس أساليب
التعامل العنيفة مع زوجته، وانعكست على آلياته المتبعة في حل المشكلات الزوجية، وقد
يكون هذا الزوج شاهد عيان على العنف الأسري بين والديه.
 
 
 
 
كذلك الأمر تلعب العادات والتقاليد الموروثة والبعيدة عن الدين نوعاً من
تكريس العنف نحو المرأة، فهناك بعض العادات التي تعتبر الرجل هو الأساس، والمرأة
مجرد تابع للرجل، وأن الكلمة الأولى والأخيرة للرجل، وهو دوماً سيد الموقف، وتنعكس
هذه النظرة الاجتماعية في تهميش المرأة على كثير من الأمثال الدارجة.
 
 
 
 
وذلك
عدا عن المشكلات الاقتصادية والبيئية التي تفرض نفسها على الإنسان وتجعله أكثر
قابلية للاستثارة واتباع العنف كوسيلة لحل مشكلاته، كالبطالة وانخفاض المستوى
الاقتصادي والمعيشي، والازدحام والضجيج، وارتفاع درجة الحرارة.
 
 
 
يكمن حل مشكلة العنف ضد المرأة
 في الرجوع إلى القانون الإلهي والشريعة الإسلامية التي تعطي
للمرأة كامل حقوقها وعزتها وكرامتها، كما وتقدّم لها الحماية والحصانة الكاملة، وقد
أثبتت التجربة أن القوانين الوضعية لم تتمكن من إعطاء المرأة حقوقها وحمايتها، وإن
كانت ترفع الشعارات لصالحها.
 
 
 
إضافة إلى التوعية الاجتماعية سواء للرجل أو المرأة، من حيث توعية كل
طرف بحقوقه وواجباته الزوجية، وتهيئة الشباب قبل الزواج عن طريق الدورات والمحاضرات
التي تعينهم في حل المشكلات الأسرية الطارئة.
 
 
 
 
وهناك دور كبير على وسائل
الإعلام يتمثل في بث العديد من الثقافات إلى جميع المجتمعات سلبا أو إيجابا واضحة
للجميع، لذا من الضروري تعميم هذه التوعية لتصل إلى هذه الوسائل لتقوم بالتغطية
اللازمة لذلك، وزرع قيم التسامح والحوار في الأطفال منذ الصغر عن طريق دمجه هذه
القيم في المناهج الدراسية، وتوضيح الدور الاجتماعي الذي يقوم به كل من الذكور
والإناث في هذه الحياة كمكملين لبعضهم البعض.

ليست هناك تعليقات:

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني :  #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني في برنامج بحر الحمد والامتنان سوف نحاول أن نعيش...