09 نوفمبر، 2013

إن أكرمكم عند الله أتقاكم

إن أكرمكم عند الله أتقاكم
--------------------------



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..
سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
إن الذي يرى حال المسلمين في هذا الزمان وخاصة
 في بعض الدول الاسلامية وانتشار نوع جديد 
من العنصرية المستحدثة والتي لم تكن موجودة في عصر 
من قبلنا ولو تأملنا وتفكرنا وقال كل واحد
في نفسه هل لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
 بيننا في هذا الزمان ورأى هذه العنصرية 


المقيتة التي يتعامل بها البشر فيما بينهم في هذا الزمان 
بناء على الحدود وليس على التقوى 
كما أمرنا بها رب العالمين في كتابه الكريم فهل 
سيكون راض عما يحدث الان أم أنه سينكر ذلك
بشدة ويعيب علينا استحداث هذه الأمور والمخالفة الصريحة
 لما جاء في كتاب الله وسنتة 
لذلك حين يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض وينادي
 "أصحابي أصحابي وأمتي أمتي "
فيقال له :إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك حينها يقول لهم
 "بعدا بعدا "وهو الرحيم بأمته لقد أحدثوا
قوانين مستورده تتنافى مع قوله تعالى 
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
 وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ --  الحجرات (13)  
وأصبح يعامل الإنسان حسب تصنيف جديد
 لا يمت إلى تشريعات الاسلام بصلة 
وهو (أجنبي -وافد - سعودي -يماني..الخ) وغيرها 
من التصنيفات بينما قال صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
 - صلى الله عليه وسلم -: ((رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب،
 لو أقسم على الله لأبرَّه))؛ رواه مسلم.
وقد كانت حادثة الهجرة من مكة إلى المدينة
 درسا رائعا في معاني الايثار وكيف استقبل 
أهل البلد وهم الانصار إخوانهم المهاجرين الذين فروا بدينهم تاركين 
كل شيء وتقاسموا معهم لقمة العيش  وقصة المؤخاة
 التي حدثت وكيف عاشوا بمنتهى 
الأمن والسعادة والاستقرار كل ذلك ترك جانبا ولماذا ؟
 هل ديننا يتجزأ ؟ وهل نأخذ منه 
ما يرضي أهواءنا ونترك ما لا يتماشى معه ؟
 لقد توعد الله تعالى بني إسرائيل لأنهم
حرفوا وبدلوا في دينهم ولم يأخذوه كما أنزله الله فقال تعالى عنهم 
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ 
مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
 وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ -  البقرة (85)   
وهذه الآيات ألا تخاطبنا من باب أولى لأن القران الكريم وإن كانت
اياته نزلت في أقوام لكن الخطاب يشمل الجميع والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب      
  وهؤلاء الأجانب أو الوافدين الذين جاءوا للعمل
 أليسوا إخواننا في العقيدة والدين ألم يقل رسول الله
         صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح  
عن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله
         صلى الله عليه وسلم : " إخوانكم خولكم جعلهم الله
 تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده
        فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم
 ما يغلبهم فإن تكلفوهم فأعينوهم " متفق عليه . 
         أفبعد كل هذه التعليمان
 والتوصيات نرى ما نراه الان من تعامل لا إنساني
         وكأنهم أعداء أو كفرة ..ووالله إننا لمحاسبون 
وعن أعمالنا لمجزيون يقول تبارك وتعالى
      (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ   (7) 
 وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ  - الزلزلة (8) 
      فلابد من سن قوانين جديدة تتماشى مع شريعتنا 
وديننا فالدين عندنا هو التعامل وما انتشر هذا الدين
      في أرجاء الدنيا إلا بحسن التعامل مع الاخرين 
وحسن الخلق فنحن لسنا كبقية الأمم قال تعالى :
     (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ 
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ
      لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ --  آل عمران (110)  
       ووالله لسوف يحاسبنا الله على ذلك ويسأل كل من سكت
 عن الحق ولم يقله ويبينه للناس وخاصة 
       أهل العلم والكتاب والمفكرين قال تعالى : 
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ 
     وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ
 ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ   آل عمران (187)  
      لأن السكوت عن الحق نوع من الظلم والظلم ظلمات
 يوم القيامة والساكت عن الحق شيطان أخرس
       فلابد من مراجعة حساباتنا مرة أخرى وإعادة النظر 
في كيفية التعامل مع إخواننا الوافدين والأجانب
      بما يرضي الله واستحداث قوانين تتماشى مع
 الشريعة الاسلامية وسماحتها بما يضمن لهم أن يعيشوا
     بكرامة وحسن تعامل لأنهم إخواننا في العقيدة 
والدين ووفق قوانين وأنظمة واضحة للجميع
     سبحان ربك رب العزة عما يصفون 
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..


ليست هناك تعليقات:

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني :  #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني في برنامج بحر الحمد والامتنان سوف نحاول أن نعيش...