09 مارس، 2012

الكلمة الطيبة صدقة

 الكلمة الطيبة صدقة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين

سيدنا محمد وعلى آله وصحابته اجمعين….

سبحان الله العظيم خلق الناس مختلفين ومتفاوتين في كل شيئ واعطى

كل انسان الحجة الظاهرة والبرهان الواضح والذي هو الصراط والمنهاج الصحيح

للمسلم الحق الذي يدله ويرشده الى طريق الهلاك وطريق النجاة


ثم يختار بنفسه اي الطريقين يسلك قال تعالى (وهديناه النجدين )

وقال ايضا ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)


فالانسان كرمه الله وميزه عن سائر المخلوقات بالعقل  
  وقدرته على الاختيار بين الخير والشر بالاضافه لمقدرته على
   الكلام بطلاقة تعجز عنها سائر الكائنات الاخرى ولكن هذا التشريف كان معه 
   تكليف عظيم وهو أنه محاسب على ما يصدر منه
من اقوال وافعال  وسوف يجازى
  على اعماله يوم القيامه إن خيرا فخير وإن شرا فشر وقد ركزت كثير
من الايات والاحاديث
  على ضرورة مراقبة ما يتلفظ الانسان به لما له من الاهمية

و يقول الله عز وجل: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق 18 .

وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً }الأحزاب70 .

وعن أبي الدرداء رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ,

وأن الله يبغض الفاحش البذيء ) رواه الترمذي .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ..الخ

وذكر الإمام النووي ( أنه ينبغي لكل مكلّف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام

إلاّ كلاماً ظهرت فيه المصلحة . ومن صفات المؤمنين انهم معرضون عن اللغو

وقد اخبر الله تعالى واصفا اياهم بقوله ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)

الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)

وقال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)

وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)

وقال تعالى ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ

ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)

كما شبه الله تعالى الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة قال تعالى ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ

مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)

تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)

وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)

يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ

وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)

وفي الحديث (( لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ

حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ )).

[ أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ] لذلك على الانسان المؤمن أن يعد كلامه

جزءاً من عمله، فيضبط لسانه، فبكلمة قد ترقى عند الله إلى أعلى عليين،

وبكلمة واحدة قد يسقط الإنسان بها إلى أسفل سافلين .

وقد تعجب معاذ رضي الله عنه قائلا أو انا لمؤاخذون على ما نتكلم به يا رسول الله

و معنى كلام معاذ هل يؤاخذنا رب العباد سبحانه بما نتكلم به ؟.

فرد عليه صلى الله عليه وسلم قائلا ” ثكلتك أمك يا معاذ

وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم”.

او كما قال صلى الله عليه وسلم..فالامر خطير

ولابد من الحذر من عواقب ما يخرج من اللسان …

وحينما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم اهل الجنة واهل النار ..

ففي صحيح مسلم عن حارثة بن وهب سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(ألا أخبركم بأهل الجنة – قالوا بلى قال – كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره.

ألا أخبركم بأهل النار – قالوا بلى قال – كل عتل جواظ مستكبر).

فاللين والتواضع وحسن الخلق تصل بالمرء الى درجة الصائم القائم

كما ورد في الاحاديث قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليبلغ بحسن خلقه

درجة الصائم القائم))رواه الترمذي. ومن فضائل حسن الخلق أنه يثقل ميزان العبد

يوم القيامة ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:

((ما من شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق)).

و من فضائل حسن الخلق أنه من أسباب القرب من النبي صلى الله عليه وسلم

يوم القيامة، ففي صحيح ابن حبان قال صلى الله عليه وسلم:

((ألا أخبركم بأحبكم إلى و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقاً)).

وإذا بحثتَ عن التقي لوجدتَهُ *** رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ

وإذا اتقى اللّه امرؤٌ وأطاعه *** فيداه بين مكارمٍ ومعالِ

وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى *** تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ

وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى *** نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه……..

اللهم آمين

ليست هناك تعليقات:

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني :  #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني في برنامج بحر الحمد والامتنان سوف نحاول أن نعيش...