11 مارس، 2012

موت القلوب…واسبابها




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين

سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين..

الموت هو نهاية كل حي والموت له حقيقة ظاهرة للعيان في برودة الاطراف وتصلبها

وخروج الروح من الجسد وله حقيقة معنوية ظاهرة للعيان نراها كثيرا هي موت الضمير

وتبلد الإحساس وعدم قبول الحق والعمى عن رؤية الحقيقة الواضحة المعالم لكل عاقل

مستقيم على شرع الله ..



وقد عبر عنها القران الكريم بقوله تعالى في وصف هذه الفئة

من الناس ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ

فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

وقيل أن من أسباب موت القلوب عشرة أمور وهي:

يُحكى عن شقيق البلخى أنه قال كان إبراهيم بن أدهم

يمشي بالبصرة فأجتمع عليه الناس فقالوا:

مابالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال ماتت قلوبكم فى عشرة أشياء وهن:

1) عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.


2) قرأتم القرأن ولم تعملوا به.


3) إدعيتم حب الرسول وتركتم سنته.


4) إدعيتم عداوة الشيطان وأطعتموه.


5) إدعيتم دخول الجنه ولم تعملوا لها.


6) إدعيتم النجاه من النار ورميتم فيها أنفسكم.


7) قلتم الموت حق ولم تستعدوا له.


 8 ) أشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم.


9) ودفنتم الأموات ولم تعتبروا .


10) أكلتم نعمة الله ولم تشكرو ا عليها.

فكثير منا يقوم ببعض ذلك ثم نقول لماذا لا يحرك القرآن مشاعرنا ؟؟

ونتعجب ونقول لماذا ..ولماذا؟ ونغفل أننا السبب وأن التقصير من أنفسنا …

فلابد من العودة ولابد من الرجوع إلى الله بصدق واخلاص والتوبة النصوح

وربنا عظيم كريم يقبل التوبة ويتجاوز عن السيئات ويمحو الخطايا والذنوب ولو كانت

مثل زبد البحر ..فلماذا التسويف ؟؟ ولماذا التأخير ؟؟يقول تبارك وتعالى

“ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)

بل أنه وعد التائبين العائدين قبل فوات الاوان بالمغفرة والتجاوز والهداية

قال تعالى “ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ

فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17)

وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ

قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)

فلا تنتظر حتى يفوت الوقت ولا ينفع الندم وتذكر وصية مؤمن آل فرعون لقومة قال

تعالى “ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39)

مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ

وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)

وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41)

تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ

وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)


 لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ

وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43)

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)

فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)

فالبدار البدار الى التوبة والانابة والرجوع فاليوم عمل وغدا جزاء وحساب والعاقل من اعتبر

بغيره وامامنا كثير من القصص والعبر ولكن هل مدكر ؟ وهل من معتبر ؟

واذا أردنا العلاج فلننظر إلى هذه الأسباب ونحاول إصلاح ما فسد من قلوبنا

وذلك بفعل الأمور التالية :


1) بمعرفة الله عز وجل واتباع أوامره واجتناب نواهيه وخشيته بالغيب والشهادة.


2) بقرأة القرأن وتدبر معانيه والالتزام بما جاء فيه من أمر ونهي .


3) بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته وهديه.


4) باتخاذ الشيطان عدوا والابتعاد عن خطواته ومهالكه .


5) بالعمل لدخول الجنه واتخاذ الاسباب لذلك مما ورد من الاعمال الصالحة.


6) بالعمل للنجاة من النار والابتعاد عن كل عمل يؤدي لدخولها.


7) بالاستعداد للموت بالعمل الصالح واليقين بأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر.


 8 ) بالاشتغال باصلاح عيوب النفس وترك عيوب الناس فكل انسان سوف يحاسب على عمله.


9) بالاكثار من ذكر الموت وماذا أعددنا من عمل وزيارة القبور للعظة والعبرة


10) بشكر الله على نعمه ظاهرا وباطنا فنعمه علينا لا تعد ولا تحصى.

اللهم الهمنا لتدارك بقايا الأعمار وللتزود من الخير والاستكثار انت ولي ذلك والقادر عليه.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين

والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني :  #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني في برنامج بحر الحمد والامتنان سوف نحاول أن نعيش...