31 مارس، 2012

دوام الحال من المحال…


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف

المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين

يقول تبارك وتعالى ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)

وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)

فهذه الدنيا جعلها الله تبارك للايتلاء والامتحان

فلا يدوم الفرح والسرور والسعادة للابد …




وكذلك الحزن والهم ايضا لا يدوم للابد بل هناك

خليط من الاثنين معا أحيانا تجد أنك تعيش

سعادة تامة وقد سخر لك الله كل سبلها ومتطلباتها

ولكن لا تلبث أن تزول او يتغير الحال الى حال

آخر فما سبب هذا التغير ؟؟ ولماذا لا تدوم السعادة

ويشعر الانسان بالاطمئنان والاستقرار الدائم ؟؟

السبب أنك في دار امتحان وكل ما يصيبك من مرض

أو فقر أو هم أو حزن هو ابتلاء واختبار من رب العالمين

لمدى إيمانك ورضاك بقضاءه وقدره لذلك حال المؤمن

الى خير فهو إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له …

وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له أيضا فالانسان

المؤمن بالله عز وجل نفسه مستقرة وراضيه في جميع الأحوال

لأنه يعلم أن هذه الدنيا لا تدوم لأحد وكل شيئ فيها

إلى زوال وأن الانسان يعيش فيها مكابد يقول تبارك وتعالى

( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) وجعل الله الناس مختلفون

ومتفاوتون في كل شيء منهم الغني ومنهم الفقير ..

ومنهم الظالم ومنهم المظلوم قال تعالى

( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ

وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)

لذا فالانسان في هذه الحياة في اختبارات وفتن متتالية يمتحن

الله مدى صدقه واخلاصه وتعلقه بالله عز وجل ومدى رضاؤه

بقضاء الله وقدره وتسلمه لله وصدق توكله على الله عز وجل

قال تعالى ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)

فلتعلم ايها المسلم كيف تحاسب نفسك وكيف تصبر على

قضاء الله وقدره في جميع الاحوال وتعلم علم اليقين

أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك

فتكثر التعلق والثقة بالله وأنه لا يريد بك إلا الخير فما يصيب

الانسان المؤمن من بلاء أو مصيبة يكفر الله بها من خطاياه

إذا حمد الله واسترجع بقوله (انا لله وإنا إليه راجعون)

قال تعالى ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)

أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

وفي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،

قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

” مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ ، وَلا نَصَبٍ ، وَلا سَقَمٍ وَلا حَزَنٍ

وَلا أَذًى حَتَّى الْهَمُّ يُهِمُّهُ إِلا اللَّهُ يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ ” .

فأبشر بما عند الله وتذكر بأن الآخرة خير وأبقى

فتقبل كل مصائب الحياة بقلب مخبت راضي بقضاء الله وقدره

قال تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ

جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ

لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57)

فالسعادة الابدية هناك في الجنة فاعلم انك تارك هذه الدنيا

فاجعلها طريق وسبيل للتزود بالطاعات التي تبلغنا رضا الله عنا

ودخول جنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين

فاللهم أعنا على دوام ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

واجعلنا من عبادك المتقين ….اللهم آمين

ليست هناك تعليقات:

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني :  #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني في برنامج بحر الحمد والامتنان سوف نحاول أن نعيش...