05 أبريل، 2012

جمال الروح..

الحمد لله رب العالمين الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ..
وفضله على كثير من خلقه تفضيلا…واسجد له ملائكته…
ومن عليه بنعم لا تعد ولا تحصى ..
كثير منا ينجذب إلى الجمال الظاهري للأشخاص
ولكن مما لا شك فيه أن الجمال الظاهري يزول ويتبدل مع مرور السنين
ولكن يبقى هناك جمال ابدي وجمال دائم ألا وهو جمال الروح..

قد تفتن بجمال شخص في تناسق جسمه وشكله ووسامة ملامحه
ولكن حين تجالسه وتعاشره وتلامس روحه وما بها من قبح
ينعكس قبح روحه على محياه فإذا رأيته نفرت منه..
مع أنه أجمل الناس خلقة ووسامة!!
وحين تسأل عن سبب عزوفك عنه، تقول في نفسك : قد لامست قبح روحه
فطغى على جمال محياه !!

وهناك أناس ليس بهم لمحة جمال بل أنهم في نظر البعض ليس بهم جمال

في الشكل ولكن إذا عاشرتهم ولامست جمال روحهم انعكس على محياهم
فأصبحت بمجرد رؤيتك لهم ترتسم على محياك علامات البشر والسرور بملاقاتهم
ومعرفتهم بل ومجالستهم ..وبهذا المفهوم أخبرنا سيد البشر أجمعين
في قوله عليه الصلاة والسلام :
 (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) والله أعلم .

وجمال الروح دائم لا يتغير بتقدم الزمن ولا بالظروف البيئية المصاحبة
فاحرص على من تكون صحبتهم تزيدك من الله قربا وتؤنس وحشتك
بتذكيرك بما له نفع في آخرتك ويرتبط جمال الروح بمدى تزكيتها والترفع بها
عن توافه الأمور فمعروف أن الإنسان مخلوق من حفنة من طين ونفخة من روح 
فإذا أردت أن تسموا بروحك فاسعى إلى تغذيتها فغذاء البدن الذي
 هو حفنة من الطين يكمن في الأشياء المادية المحسوسة من أكل
وشراب ونوم والاهتمام بالمظهر والشكل الخارجي للإنسان
وغيرها وهذا يقوم به كل الناس بلا استثناء ولكن الاهتمام بالروح
أيضا يكون بتغذيتها ولكن الغذاء الروحي وهو قراءة القران
و الإكثار من ذكر الله في جميع الأحوال وفعل الطاعات والمداومة
عليها وأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها ..
واعلم انه كلما تقربت إلى الله سموت بروحك وأحبك خالقك ..
ألم تسمع الحديث القدسي الذي يقول الله فيه :
” من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي
 بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي
بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به
 و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها
و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه -رواه البخاري .
فتخيل نفسك وقد أحبك رب السموات والأرض …من بيده ملكوت كل شئ ..
كيف يكون شعورك ؟؟ وتخيل معي اذا أحبك الله ما الذي يحصل ؟؟
يحبك أهل السماء ويطرح لك القبول في الأرض ..
ففي حديث آخر ‏‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال :‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
“‏ ‏إن الله إذا أحب عبدا دعا ‏ ‏جبريل ‏ ‏فقال: إني أحب فلانا فأحبه قال :فيحبه ‏ ‏جبريل ‏
 ‏ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا
فأحبوه فيحبه أهل السماء قال: ثم يوضع له القبول في الأرض ،
وإذا أبغض عبدا دعا ‏ ‏جبريل ‏ ‏فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه
قال :فيبغضه ‏ ‏جبريل ‏ ‏ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه
 قال: فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض).
فهذا أمر يسير على من يسره الله له …
فبيدك أن تصلح نفسك وتزكيها وترتقي بها إلى أعلى عليين..
وبيدك أيضا أن تجعلها في أسفل سافلين يقول تبارك وتعالى
( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) فالتقرب إلى الله بالطاعات
يزيدك سموا ورفعة وارتكاب المعاصي والتهاون في فعل المحرمات يزيدها انتكاسة ..
ففي النهايه هذا مصيرك وأنت تقرره وقد وعد الله من سعى إليه بجد وإصرار بالعون والتأييد بقوله
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ولكن لابد أن تقوم أنت بالتغيير الايجابي واعلم
 بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. فاسعى إلى تزكية نفسك
وإصلاحها والسمو بها لتنال رضى الله وجنته ،
ولا تكن ممن اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وأستغفرك وأتوب إليك.

ليست هناك تعليقات:

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني

علم ينتفع به: #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني :  #بحر_الحمد_والامتنان - التمرين الثاني في برنامج بحر الحمد والامتنان سوف نحاول أن نعيش...